لندن - سليم كرم
يعود معرض ميسوني للفن الملون إلي أوتافيو ميسوني المؤسس للتسمية مع زوجته روزيتا في عام 1953، وقد حملت أول اللوحات في المعرض توقيعه وكانت عبارة عن لوحة بيضاء من عام 1973 منقسمة إلي كتل من شرائح متعددة الألوان تشبه الباركود، ولم يكن إبن أوتافيو الذي يدعي لوكا وهو المدير الفني لأرشيف ميسوني ، والأمين المساعد للمعرض داخل متحف الأزياء والنسيج في لندن متأكداً من الطريقة التي ينبغي أن تكون عليها اللوحة. فوالده الذي فارق الحياة في عام 2013 وبعد نقاش مطول ذكر بأنه ليس من المهم لديه كيف سيقوم لوكا بعرض اللوحة التي تتميز بالخطوط العرضية. وهو ما يكشف الكثير عن الأسرة الإبداعية التي إستلهم فيها أوتافيو وروزيتـا من عالم الفن وذهب لتأسيس هذه العلامة المميزة التي لا تزال بعد مرور نصف قرن من الزمان مركزاً للموضة والتصميم في العالم.
ويظهر توقيع ميسوني الأكثر تقليداً في الخطوط المتعرجة متعددة الألوان، حيث الطريقة التي طبقتها جدة روزيتا عند صناعتها للشال بشكل معقد في مصنعهم. وعندما أدرج الزوجان ميسوني لهذه الطريقة في تشكيلة الملابس المطرزة ( التريكو )، فقد أخذها عنهم مصممي الأزياء، وبحلول فترة السبعينيات، فقد أصبح ميسوني داراً للأزياء له شهرة عالمية. وتقول روزيتا ميزوني البالغة من العمر حالياً 84 عاماً بأنهم إكتشفوا متعة خلق الأنماط. وفي عام 1983، باتت علامة ميزوني واحدة من أول العلامات التجارية التي تتوسع من بيوت الأزياء إلي المنازل، وظهر توقيعها علي كافة الأشياء بدايةً من الشموع وحتي المساند.
وإعتزلت روزيتـا في أواخر التسعينيات بعد أكثر من 40 عاماً من تصدر تشكيلة أزياء السيدات، لتعود فقط بعد شهرين لإدارة قسم المنازل وتسلم مسؤولية أزياء السيدات لإبنتها آنجيلا. ويصل المعرض الذي يفتح أبوابه نهاية هذا الإسبوع من متحف ماغا Maga في غالاراتي الواقعة شمالي إيطاليـا. ويمكن لزائري المعرض الإتكاء علي أثاث ميسوني ومشاهدة فيلم قصير عن المؤسسين الرائعين لديكورات المنازل الإيطالية الفريدة
وتتنوع اليوم الأغراض المنزلية من ميسوني لتتضمن السيراميك والسجاد والوسائد والمساند والإضاءة والأثاث. ويمكن التعرف علي تصاميمهم علي الفور بحسب ما تقول سيليـا جيوسي مدير متحف الأزياء و النسيج، بعدما إستطاعت هذه العلامة الإستمرار طويلاً في الوقت الذي فقدت فيه علامات أخري لبريقها، ويقدم معرض الأغراض المنزلية هذا العام ستة طبعات جديدة تحمل الأنماط الفريدة والألوان التي تعرف بها علامة ميسوني، ومن بينها طبعة تعود إلي السبعينيات لفستان حرير. وعند سؤالها عن كيفية إستمرار ميسوني في الإزدهار، فقد أرجعت ذلك إلي البدء بقاعدة الأبيض أو الاسود والعمل من هنا. مشيرةً إلي أن الأمر لا يقتصر علي وضع الأنماط علي بعضها وإنما هي مهارة وتعرف جيداً كيف تقوم بذلك العمل. ويستمر معرض ميسوني لفن الألوان حتي 4 من أيلول / سبتمبر داخل متحف الأزياء و النسيج في لندن
أرسل تعليقك